انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تكملة لدرس اللغة

اذهب الى الأسفل

تكملة لدرس اللغة Empty تكملة لدرس اللغة

مُساهمة من طرف S-MeC الأحد يناير 29, 2012 7:17 pm



من هنا تتضح الرؤية الفلسفية لكل من ديكارت وبنفنست، أن اللغة خاصية إنسانية. فكيف حاول كاسرير مقاربة هذه الإشكالية؟



لم يعد الإنسان عند كاسرير مجرد حيوان ناطق بل أصبح في المحل
الأول حيوانا خالقا للرموز، وأصبحت صفته هذه هي الدليل الوحيد على
إنسانيته.





فإذا كانت الفلسفة النقدية، (مع كانط)
قد عينت أساسا بنقد العقل، فإنه ترتب على ذلك أن أصبح العامل
الوحيد الحاسم في تمييز الإنسان في ضوء هذه الفلسفة هو العقل.



ومن بعده ديكارت.



إلا أن كاسرير يرى بأن الجانب العقلي لا يمكن أن ترد إليه كل صور
الحضارة الإنسانية، مترتب عن ذلك أن أصبح العقل فرعا واحدا من فروع
كثيرة تندرج كلها تحت طابع واحد يميز الإنسان ألا وهو القدرة على
الرمز. وعلى هذا الأساس يرى كاسرير أنه بدلا من أن نعرف الإنسان
باعتباره حيوانا عاقلا، فإن علينا أن نعرفه باعتباره حيوانا رامزا.




فالإنسان عنده لا يعيش في عالم حضاري، ولما كان العالم الحضاري
يتكون من اللغة والأسطورة والفن والدين... وهو ما يمثل العالم
الرمزي. فإن دراسة الإنسان تصبح قائمة على أساس دراسة هذه الرموز.



ولم يتوقف كاسيرر عند هذا الحد، بل زاد موقفه تحليلا، فأوضح أن لكل كيان عضوي (إنسان+حيوان) (بالاستناد إلى دراسة العالم يوكسل) جهازان: جهاز الاستقبال، وجهاز التأثير، كما يضيف جهازا آخر يميز الإنسان عن غيره وهو الجهاز الرمزي.



يقول كاسيرر: "تبدأ
فلسفة الأشكال الرمزية من فرض معين مضمونه أنه إذا كان هناك تعريف
لطبيعة الإنسان أو جوهره. فإن هذا التعريف لا يفهم إلا باعتباره لا
وظيفيا ولا ماديا، فنحن لا نستطيع أن نعرفه بإمكانية يحملها في
ذاته أو غريزة تؤكدها الملاحظة التجريبية، عن الطابع المميز الأكبر
للإنسان، أي علامته الفارقة ليس هو طبيعته الميتافيزيقية وإنما هو
عمله، هذا العمل أعنى جهاز الفعاليات الإنسانية هو الذي يحدد دائرة
الإنسانية، وتمثل اللغة والأسطورة والدين والفن والعلم قطاعات
متنوعة من هذه الدائرة."




من خلال هذا، نسنتنج أن اللغة نشاط رمزي، يستطيع الإنسان بواسطته
أن يتمثل الواقع وكذا حاجة على التقيد به، واستحضاره في صورته وشكله
الماديين، وهذا ما يتيح لنا أن نتساءل حول طبيعة العلاقة الموجودة
بين اللغة والفكر. وبالتالي: هل توجد بين اللغة والفكر علاقة تبعية وتلازم؟ أم هل بينهما علاقة انفصال وقطيعة؟





اللغة و الفكر:





إن العلاقة بين اللغة والفكر: الواحدة منهما تقول بانفصال
اللغة والفكر، والأخرى تؤكد – على العكس- فكرة الاتصال بينهما. فإذا
تأملنا موقف برغسون
Bergson،
نجده يؤكد ان اللغة كوسيلة تخرج الإنسان من الجهل إلى المعرفة، إلا
أنه يعتبرها أداة غير كافية نظرا لطابعها المحدود مقارنة مع
الموضوعات اللانهائية، فعلى العقل أن يتدخل باستمرار ليضفي على
الكلمات دلائل جديدة من خلال عملية إلحاقها بأشياء لم تكن ضمن
اهتماماته قبلا. وهذه الطريقة ينقل العقل الأشياء من المجهول إلى
المعلوم، ومن ثمة يرى برغسون أن العقل يستعمل باستمرار الطريقة التي
ألفها في تعامله مع المادة الجامدة.




إنه لا يمكن فهم الموقف البرغسوني في طرحه لعلاقة اللغة بالفكر إلا
من خلال التمييز بين ثابتين: عمل العقل وعمل الحدس، فالعقل في نظر
برغسون – يتعامل مثلا
– مع الكائن الحي على انه ليس كذلك، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي
يملكها العقل للتأثير على الأشياء. غير أن هذه الطريقة برغماتية
وميكانيكية، تلجا إلى قتل الحي وتثبيت المتحرك، والقضاء على
الاتصال، أما الحقيقة فهي متجلية – حسب برغسون – في عمل الحدس الذي يدرك "الديمومة".
وإذا اعتبرنا اللغة من إبداع العقل، فإنها تصبح وسيلة، وأداة
خطيرة يستطيع العقل أن يحق من خلالها عمله النفعي، ومن ثمة تكون
اللغة عاجزة عن التعبير عن "الديمومة"، وبالتالي عاجزة عن التعبير وعن الفكر الحدسي المدرك لتلك "الديمومة".




هكذا يتأكد أن الموقف البرغسوني يتلخص في ترجيح كفة انفصال اللغة
عن الفكر وعجزها عن التعبير عنه، وتلتقي مع أطروحة برغسون عدة
أطروحات أخرى من أبرزها الأطروحة الصوفية، فما قد يفهمه الجمهور من
كفر وزندقة وشرك وشطحان المتصوفة كقول الحلاج مثلا: "ما في الحبة إلا الله" أو قول البسطامي "سبحاني ما أعظم شأني"
، لا يؤكد ذلك في العمق إلا أن التجربة الصوفية تجربة روحية باطنية
ووجدانية فردية، تعجز اللغة عن ترجمتها والتعبير عنها بإخلاص.




كما نجد أن عالم النفس الأمريكي واطسون حاول التأكيد من جهته على
أن التعبير عن الفكر يحتاج إلى نضج في أعضاء النطق، وأن العادات
العضلية المكتسبة داخل اللغة الظاهرة هي المسؤولة عن اللغة المضمرة
والباطنية (الفكر) وأنه بواسطة التوليفات العضلية المكتسبة داخل اللغة الظاهرة هي المسؤولة عن اللغة المضمرة والباطنية (الفكر). وأنه بواسطة التوليفات العضلية تستطيع الإفصاح عن جميع الكلمات.




فإذا كان برغسون يؤكد أن هناك انفصال بين اللغة والفكر، نجد
أن ميرلوبونتي في مقابل ذلك يؤكد أن هناك ارتباطا بين اللغة والفكر
ولا يمكن اعتبارهما في أي حال من الأحوال، موضوعين منفصلين. إن
التفكير الصامت الذي يوحي لنا بوجود حياة باطنية هو – في الحقيقة-
مونولوج داخلي يتم بين الذات ونفسها، لأن اللغة والفكر يشكلان وجودا
علائقيا مرتبطا ومتزامنا. كما ترى الطروحات اللسانية المعاصرة.
خاصة منها أطروحة كرستيفا، أن بين اللغة والفكر علاقة تلازم وتبعية.
حيث ترى جوليا كرستيفا
Kristeva.
أن اللغة منظورا إليها من خارج تكتسي طابعا ماديا متنوعا، فيمكنها
أن تتمظهر في صورة سلسلة من الأصوات المنطوقة. أو في صورة شبكة من
العلامات المكتوبة، أو على شكل لعبة من الإيماءات، وهذه الحقيقة
المادية تجسم ما نسميه فكرا، أي أن اللغة هي الطريقة الوحيدة التي
يمكن أن يوجد بها الفكر، بل هي حقيقة وجوده وخروجه إلى الوجود، أو
كما تقول جوليا كريستيفا: "إن اللغة هي جسم الفكر".



إن التساؤل الذي يفرض نفسه في هذا الإطار هو: أي الأطروحات
يجب الإقرار بها؟ إذا قارنا بين الأطروحات التي بحثت في طبيعة العلاقة
الموجودة بين اللغة والفكر، يلاحظ أن الأطروحات التي تؤكد وجود علاقة
الانفصال بينهما تتمثل في الطروحات الفلسفية المثالية. في حين أن
القول بوجود علاقة التلازم بين اللغة والفكر تتبناها وتدعمها
الأطروحات العلمية، فقد بينت – مثلا- الأبحاث العلمية التي أجريت عل
ظاهرة الأفازيا
Aphaiel
أن المرض اللغوي هو في الحقيقة مرض عقلي، كما أكدت الطروحات
اللسانية من خلال جوليا كرستيفا أنه لا يمكن الحديث في علاقة اللغة
والفكر عن وجودين منفصلين، بل واحد، وفي نفس السياق شبه دي سوسير
Desaussure
العلاقة بين اللغة والفكر بوجه، الورقة وظهرها حيث قال: "إن الفكر
هو وجه الصفحة، بينما الصوت هو ظهر الصفحة، ولا يمكن قطع الوجه دون
أن يتم في الوقت نفسه قطع الظهر، وبالمثل لا يمكن في مضمار اللغة،
فصل الصوت أو فصل الفكر عن الصوت.




إن إشكالية العلاقة بين الفكر واللغة، تحمل في طياتها إشكاليات
أخرى عديدة ومتداخلة، ومن أبرز هذه الإشكاليات، إشكالية الوظائف
التواصلية للغة باعتبارها تواضعا اجتماعيا وتأليفا بين عناصر
متعددة، فكيف يتحدد التواصل بواسطة النسق اللغوي؟ هل يتحقق التوصل
في إطار من الشفافية والوضوح والتأمين أم أن عملية التواصل تدخل
عوامل تقصي الشفافية.




إن النظرية التواصلية تعتبر اللغة أداة تواصل وتبليغ، وعملية
التواصل تتم في إطار من الوضوح والشفافية بين المتكلمة، أو بتعبير
آخر عملية
التواصل هي تبليغ وتلاق بين ذوات متكلمة وأخرى متلقية، تتم في إطار
من الوضوح والشفافية وفي شروط ذاتية وموضوعية، وقد حدد جاكبسون
Jakobson، عوامل التواصل فيما يلي: المرسل: وهو الطرف المبلغ للرسالة سواء كان فردا أو جماعة أو هيئة أو مؤسسة.. المتلقي: (المرسل إليه)

S-MeC
S-MeC
المدير
المدير

عدد المساهمات : 147
نقاط : 439
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 26/01/2012
الموقع : elwahda.yoo7.com

https://elwahda.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى