انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

درس اللغة كامل

اذهب الى الأسفل

درس اللغة كامل Empty درس اللغة كامل

مُساهمة من طرف S-MeC الأحد يناير 29, 2012 7:13 pm

اللغــة

.
.


إن
مسألة اللغة إشكالية أنطلوجية خصها الإنسان مكانة هامة من حيث هو
متوسل بأدوات منطقية وفلسفية وتجريبية. اختزلت في حقل التكلم
كممارسة حاولت الإجابة على أسئلة الوجود، وكسبيل للتواصل مع الواقع
باعتباره مجموعة الأشياء غير المسماة والضامن الأساسي للتعرف على
المحيط الخارجي.



فكيف حاول المهتمون مقارنة مفهوم اللغة؟و ما هي التعاريف التي منحت لهذا المفهوم؟




ارتبطت اللغة في تداولاتها بالكلام، فعندما يراد التعبير،
مثلا، عن ممارسة أحد الناس للغة ما يقال إنه يتكلم تلك اللغة. وكأن اللغة
اسم لشيء لا يتحقق إلا من خلال فعل الكلام. وهذا الارتباط بين اللغة
والكلام، متضمن في الدلالة المعجمية لكلمة لغة نفسها. فهي مشتقة،
في اللغة العربية، من اللغا أو اللغو، ويعني الكلام غير المفيد،
الفارغ من المعنى، كما تعني الكلام المميز لمجتمع معين، بحيث تتحدد
اللغة في لسان العرب لابن منظور بأنها: "أدوات يعبر بها قوم عن
أغراضهم" وإذا رجعنا لأي معجم فرنسي سنجد على انها مشتقة من كلمة
لاتينية
Lingua التي تعني الكلام واللسان. كما تدل كلمة Logos الإغريقية على الكلام والفكر والعقل.




كما يعرفها ابن جني بأنها نظام من الرموز الصوتية
التي يعبر بها كل قوم عن أغراضهم، هذه الرموز التي وضعت للإعلان عن
الأشياء المعلومات فإذا استحضر الرمز أو اللفظ عرف به ما سماه
ليمتاز عن غيره، ويعني بذكره عن إحضاره إلى مرآة العين.




انطلاقا من هذه التعاريف، يتضح على أن الكلام فعل صوتي فردي يتم في
الزمان ويتلاشى ضمنه، بينما تبقى اللغة مجموعة من الكلمات والأصوات
والقواعد الثابتة، التي من خلالها يتحقق فعل الكلام، وبموجبها يبني
المجتمع معرفته ويحقق تواصله، هذا الأخير الذي قد يتحقق بالاستناد
إلى وسائل أخرى غير الكلام – تندرج بدورها تحت غطاء اللغة – الحركات، الإيماءات الجسدية، العلامات والرموز.





وبالتالي فاللغة، ظاهرة قد تتخذ صورا صوتية أو صورا كونية.

ومن هذا المنطلق تتخذ اللغة طابع الظاهرة المعقدة
التي يمكن أن تشكل موضوع دراسات متعددة – الفيزيزلوجيا،
السوسيولوجيا، الأنثروبولوجيا،
السيكولوجيا، اللسانيات...




وتستمد إشكالية اللغة أصولها من الفلسفة اليونانية القديمة
حيث كانت فكرة محاكاة الكلمات للأشياء فكرة قديمة، نجدها عند
الحضارات الشرقية، فأدخلها أفلاطون إلى فلسفته الخاصة، حيث اعتقد
هذا الفيلسوف أن تقنين اللغة من اختصاص المشرع (الفيلسوف)
الذي يعرف كيف يصنع الكلمات لأن الأسماء لابد أن تكون من جنس
الأشياء التي تعبر عنها، وذلك حتى تكون مطابقة لها وتستطيع التأثير
عليها. فالأطروحة الأفلاطونية (من خلال محاورة كريتل- عدالة الأسماء) بهذا
الصورة، تجمع بين تصورين: التصور الفلسفي الذي يؤكد أن اللغة محاكاة
للطبيعة، والتصور الفلسفي الكلاسيكي الذي يجعل وضع اللغة مقصورا على بعض
المشرعين والحكماء.



وتجدر الإشارة إلى أن البحث في أصل اللغة أصبح متجاوزا، لأن إشكالية اللغة أعمق وأعقد من ذلك.






بالوقوف عند كل ما تقدم، تتضح الإشكالية الفلسفية التي نسعى إلى
مقاربتها من خلال هذا الدرس، والتي يمكن تفريعها إلى التساؤلات
التالية:



كيف يمكن حصر الظاهرة اللغوية في الإنسان؟


ما الذي يجعله كائنا مفكرا ورامزا؟


ما علاقة اللغة بالفكر؟


هل يمكن التفكير بدون كلمات؟


هل اللغة منظومة قواعد ومبادئ تعمل باستقلال


عن مؤسسات المجتمع وقيمه، أم أنها تحمل سلطة محايثة لها؟


اللغة خاصية إنسانية:



لقد حاول الفلاسفة الإجابة عن السؤال التالي: كيف يمكن تفسير وجود لغة عند الإنسان؟



يعتبر ديكارت
من المهتمين بالظاهرة اللغوية خصوصا وأنه حاول باستمرار اقامة
الفروق بين الإنسان والحيوان. وعلى الرغم من ذلك استطاع أن يقترب من
بعض النظريات العلمية، وبالخصوص نظريات التعلم التي بنت أسسها على
تجارب بافلوف
. فقد أكدت دراسات ديكارت أنه يمكن اعتبار الأصوات التي تصدر عن الحيوانات مجرد استجابات اتفعالية (رد فعل، استجابة شرطية) لمؤثرات (مثبرات)
تسبب له لذة أو ألما، اكتسبتها نتيجة الدعم، فالصوت المشروط لا
يمكن اعتباره إلا فعلا منعكسا شرطيا وليس تواصلا. ويرى ديكارت أن
السبب في وجود لغة لدى الإنسان وانعدامها عند الحيوان هو العقل (الفكر).



"...مما
يستحق الذكر أنه ليس من الناس... حتى دون أن نستثني البذهاء منهم،
من لا يقدرون على تأليف كلمات مختلفة، وأن يركبوا منها كلاما به
يجعلون أفكارهم مفهومة. وبالعكس، فليس من الحيوان آخر، مهما كان
كاملا ومهما نشأ نشأة سعيدة، يستطيع أن يفعل ذلك."





فاللغة إذن ليست ظاهرة فسيولوجية، فالحيوان يتوفر على أعضاء الكلام،
لكنه يفتقر إلى اللغة، في حين أن تعطل هذه الأعضاء عند الإنسان لا
يمنعه من إنتاج لغة. كما يلاحظ ذلك عند الصم والبكم. لذا يصح القول
بأن الحيوان لا يملك عقلا مطلقا، ومن ثمة فهو عاجزا عن التواصل.



وقد تعززت نظرية ديكارت هذه بتمثلات الدراسات اللسانية المعاصرة. حيث أكد بنفينست
بالرجوع إلى بعض التجارب التي أجريت على النحل، أن النحلة
تستطيع التواصل في إطار شروط فيزيائية معينة، إلا أن هذا التواصل عبارة عن
رقصات لا تستدعي الحوار: فلا يمكن لنحلة أن تعيد إنتاج رسالة نحلة
أخرى، (غياب الإرسال المجدد). وموضوع
الرسالة مرتبة دائما بشروط موضوعية ينحصر في مكان وجود الغذاء، لأن
لغة الحيوان لغة نمطية ومرتبطة باستمرار بدوافع غريزية، في حين أن
لغة الإنسان تعتمد على الفكر. لذا لا يمكن أن نجد خلافا بين رسالة
نحلة وأخرى، إلا فيما يخص متغيرات مرتبطة بالمكان، وأخر لغة النحل
لا تقبل التحليل، نظرا لمحدودية مكوناتها، في حين أن اللغة البشرية توصف
بأنها شبكة رمزية من التأليفات اللانهائية من الدلائل والمورفيمات
والفونيمات.
S-MeC
S-MeC
المدير
المدير

عدد المساهمات : 147
نقاط : 439
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 26/01/2012
الموقع : elwahda.yoo7.com

https://elwahda.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى